أنت أنشط، إذاً عظامك أقوى!
هل سألت نفسك يوماً، كيف هي العظام قطعة صلبة وبنفس الوقت تكبر معنا وتعطينا حجمنا وشكلنا؟ وكيف يحدث ذلك؟
حسناً، إليك حكاية العظام... إنها ببساطة مجموعة من الأنسجة الحية، تحتاج وتتجاوب مع التمارين الرياضية لتصبح أقوى ! مع الرياضة والحركة النشيطة في الجسم تصبح هذه الأنسجة أكثر كثافة وبالتالي تصبح العظام أقوى! لذلك نقول دائماً، اجعلي حياتك اليومية أكثر نشاطاً. واجعلي عظامك تعمل، لأن هذا مهم جداً في تكوين بنيتها القوية. والعمل في مفهوم العظام يعني تحمل الوزن، وفي هذه الحالة، تحمل وزن جسمك.
من هذا المنطلق، فإن الرياضة تقلل نسبة هشاشة العظام (osteoporosis) مما بدوره يقلل من فرص الإصابة بكسور العظام. ولكن، ما مقدار التمارين التي تحتاجينها؟ لقد برهنت الدراسات أن الإلتزام بـ 30 دقيقة من الرياضة المتوسطة الشدة مثل المشي، معظم أيام الأسبوع، تساعد في توفير صحة أفضل.
لكن... اذا كنت تعلمين أنه لا مكان ولا وقت للتمارين في جدول أشغالك اليومية، فيمكنك دوماً أن تكوني نشيطة خلال النهار وتستغلّي معظم نشاطاتك لتكون رياضتك.
إليك بعض الأفكار التي تجعلك نشيطة لصحة جسمك وعظامك:
- المراكز التجارية! نعم، لما لا؟ انفضي الغبار عن حذائك المريح وامشي فيه بكل ثقة، عندما تزورين المراكز التجارية. هذا، مثال عن تمارين تركّز الوزن على العظام الذي يساعدك على حمل وزن جسمك مستقيماّ، ويعزّز صحة العظام.
- السلالم! ولا للمصعد. لما لا تكتشفي عدد الدرجات مع أولادك في سباق لا يخلو من القفز والضحك والمرح إلى البيت... فيطوّرون هذه العادة الجيدة. هذه التمارين تقوّي عضلات الأرجل وبالتالي تقوّي العظام المتصلة بهذه العضلات، وهذه العظام هي: عظم الفخد، الرضفة، عظم القصبة وعظم الشظية.
- اللعب! للكبار والصغار. وبعض الألعاب لا تحلو إلا في الهواء الطلق، مع أولادك مثل " اللقيطة" أو "المخباية".
- أكياس التسوّق، يمكنك تخيلها الأوزان التي تحتاجينها لتمرين عضلات الذراعين. احملي بعضها عندما تعودين من السوبرماركت. حمل وزن البقولات يصبح بمثابة تمارين مقاومة الجاذبية (حمل الأوزان الخفيفة)، التي تركّز على الجزء الأعلى من جسمك ويفيد العظام في كل مرة تتقلص وتتمدد فيها عضلاتك، مما يشغّل عظام ساعديك: عظم العضد وعظم الزند والمرفق.
- الموسيقى المفضلة، ضعي ما يعجبك منها ويفرح قلبك. وأقيمي مع أولادك مباراة في الرقص، في المنزل. يمكنك أيضاً جعل أي قطعة في البيت كأس الفائز بالبطولة.
- ألعاب تلفزيونية؟ فقط إذا كانت تتطلب مجهوداً جسدياً، إلعبيها مع أولادك، وهذا يعتبر أفضل من اللعب جلوساً.
- مشاهدة التلفاز، لا تلتصقي بالكنبة إلى الأبد. انهضي عنها من وقت لآخر ومددي عضلاتك وانحني لبضع دقائق، كل ساعة تقريباً. هذه تسمى تمارين المرونة وهي مفيدة وضرورية لقوام ممشوق ومستقيم.
- وقوف... جلوس! هنا أنت لست في الصف، في المدرسة. أنت في المنزل، جربي الوقوف والجلوس عدة مرات حتى تتعبي فعلاً (وليس دلع)، هذا يقوّي عضلات الحوض.
- الحديقة، لم لا تتخيلي أطفالك فراشات وعصافير، نعم، ثم طارديهم! بعد ذلك، تسلقي معهم الألعاب...
- الحبل، يمكنك الاستمتاع بالنط على الحبل مع الأولاد. لطالما كانت من ألعابنا المفضلة في طفولتنا.
الأم هي المثل الأعلى في البيت، كوني القدوة الحسنة لعائلتك واجعلي النشاط يعم الجميع، لصحة أفضل وعظام أقوى لك ولأولادك. أن نتمتع بطبيعة نشيطة مليئة بالحيوية، نعمة من عند الله علينا. وهي لا تجعل عظامنا قوية فقط، بل تعزز من جمال وصحة قوامنا وتوازننا. إنها تقوي فينا حب الحياة وحب من حولنا وعلاقاتنا بهم. وتزداد معها النشاطات والإنجازات خلال النهار. إنها تملأ حياتنا علينا.