الحمية القليلة النشويات... والحقيقة
طبعاً أكيد، الكل يطمح إلى خسارة وزنه الزائد للوصول إلى الوزن المناسب والتباهي بلياقته ومظهره الجيد. ومن أجل هذا الهدف، تتعدد الأساليب والطرق، ثم تبدأ التجارب. هذه "حمية البروتين" أو "حمية قليلة النشويات" أو غيرها، نعم، حتى أنه تم تجربتها واكتشفوا أنها ساهمت في خسارة الوزن بشكل سريع، فاعتقدوا أنها فعّالة. لكن، هل تساءلوا إن كانت هذه الحمية صحية أم لا؟
ما هي الحمية القليلة بالنشويات؟
يرتكز مفهوم هذه الحمية على الحد من تناول النشويات التي يستخدمها الجسم للقيام بوظائفه اليومية. عند اتباع أي نوع من هذه الحمية، قد يتراوح تناول الشخص للنشويات من 0غ من النشويات إلى حوالي 175غ من النشويات يومياً على أساس نظام غذائي 8400 كيلوجول - 2000 كيلو حريرة (كالوري) (أي معدل 35 % من السعرات الحرارية اليومية متناولة من النشويات). وهذه النسبة الضئيلة من النشويات تجعل هذا النوع من الحميات تحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون.
المسموح والممنوع عند اتباع هذه الحمية؟
الأطعمة المسموحة: اللحوم، الدجاج، الأسماك، البيض، الكريمة، الأجبان وكمية محددة من الخضار الخضراء اللون.الأطعمة الممنوعة: الخبز، الأرز، البطاطس، المعكرونة، البقوليات، الحبوب، الفاكهة ومشتقات الحليب.
لماذا تعتبر النتائج مضمونة؟
عدم تناول النشويات يعرض الجسم إلى ما نسميه عملية الـ Ketosis حيث يستخدم الجسم خلالها البروتينات والدهون المخزنة لديه كمصدر للطاقة. هذه العملية تسبب خسارة كبيرة من الماء في الجسم مما يجعل الشخص يعتقد أنها نتيجة رائعة في تخفيض الوزن، ولكن... سرعان ما يعود الوزن إلى سابقه عندما يعاود الشخص الأكل بشكل طبيعي.
الحمية قليلة النشويات والعالية بالبروتين شائعة ولكن... يواكبها مخاطر على الصحة إذا تم اتباعها لمدة طويلة، مثل:
- الإغماء: نتيجة لفقدان السوائل والأملاح وحرمان الجسم من السكريات.
- رائحة كريهة للفم: نتيجة إنتاج مادة الـKetones في الجسم الذي قد يسبب لعيان وزيادة احتمال فشل بعض أعضاء الجسم.
- إرهاق الكلى: بسبب استهلاك كمية كبيرة من البروتينات.
- ارتفاع الكولسترول: إن استهلاك كمية كبيرة من اللحوم ومنتجات الحليب قد يسبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وبالتالي يزيد من خطر أمراض القلب.
- هشاشة العظام وحصى بالكلى: طبيعة هذا النظام قد تساهم في خسارة كمية كبيرة من الكالسيوم في البول أكثر من المعتاد مما يكوّن حصى الـCalcium Oxalate بالإضافة إلى زيادة نسبة الإصابة بهشاشة العظام.
- حصى الـUric Acid في الكلى: الأطعمة البروتينية غنية بالـ Purines هذه المادة تتكسر إلى حامض اليوريك والزيادة من هذه المادة تكوّن حصى في الكلى تدعى Uric acid Stones وآلم في المفاصل (النقرس gout).زيادة في نسبة الإصابة بأمراض سرطانية: إن الحد من النشويات يعني الحد من الألياف، الفيتامينات والمعادن المعروفة بأنها مضادة للتأكسد وقد تساعد في خفض نسبة حدوث أمراض سرطانية.
- العقم: أشارات الدراسات بأن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين (أكثر من 30 %) تؤثر على نسبة الأمونيوم في الجهاز التناسلي للمرأة مما يسبب صعوبة في الإنجاب.
فقط في بعض الحالات الاستثنائية قد ينصح الأطباء باتباع حمية قليلة النشويات
مع كل هذا، قد ينصح الأطباء، في بعض الحالات الاستثنائية، باتباع هذه الحمية في أولى مراحل خسارة الوزن. في حالات السمنة المفرطة مثلاً، لأنها تساهم في خسارة كمية كبيرة من الوزن الزائد، أو لمن يشكو من مشاكل صحية عديدة مثل إضطربات في النوم، أو في حالة مرضى السكري أو إرتفاع في ضغط الدم و نسبة دهون عالية في الدم. ولكن من المهم أن تكون فترة اتباع هذه الحمية لا تتعدى الأسبوعين.
ما هي كمية النشويات التي ينصح باستهلاكها يومياً؟
تعتبر النشويات مصدر طاقة مهم جداً للجسم لتأدية وظائفه بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطعمة الغنية بالنشويات تحتوي على الفيتامينات، المعادن والألياف الأساسية لصحة الجسم. تتراوح الكمية المناسبة من النشويات ما بين 40% - 60% من مجموع السعرات الحرارية المتناولة في اليوم. فمن أجل نظام يحتوي على 2000 سعرة حرارية في اليوم، يحتاج الشخص إلى 300 غ من النشويات يومياً. مثلاً:
- قطعة واحدة من التوست أو 4/1 رغيف من الخبز العربي أو 2/1 كوب من المعكرونة المسلوقة أو 3/1 كوب من الأرز المطبوخ يحتوي على 15غ من النشويات.
- حبة 1 متوسطة الحجم من الموز أو البرتقال أو التفاح تحتوي على 15غ من النشويات.
- كل كوب من الحليب أو اللبن يحتوي على 12غ من النشويات.
- كل كوب من الخضروات الطازجة أو 2/1 كوب من الخضروات المطبوخة تحتوي على 5غ من النشويات.
هل تتساوى كل النشويات في القيمة الغذائية؟
ليست كل النشويات متشابهة من ناحية القيمة الغذائية، فما هي إذاً أنواع النشويات وماذا نختار؟
النشويات المركّبة: تشمل الحبوب الكاملة مثل الأرز الأسمر، الخبز الأسمر، المعكرونة السمراء، الشوفان، البرغل. وهي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، المعادن والألياف التي تساهم في الإحساس بالشبع لفترة أطول. لذلك، فهي تعتبر أفضل من الخبز الأبيض ومشتقات الطحين الأبيض (مثل المعكرونة البيضاء...).
النشويات البسيطة: ينصح بتفادي وتخفيف النشويات البسيطة ( مثل السكريات، الحلوى...) القليلة بالعناصر المغذية، وتناول أطعمة مفيدة بدل عنها مثل الفاكهة التي يجب تناولها يومياً، إضافة للخضروات المهمة في غذائنا اليومي وذلك للمحافظة على توازن الجسم وصحته.
مما لا شك فيه لدى الناس الرغبة القوية لخسارة الوزن السريعة ولكن هذه الخسارة لن تدوم طويلاً. فهذه الأنظمة معروفة بصعوبة إتباعها بسبب حرمان أصناف كثيرة من الأغذية وهي تشجع أيضاً الناس أن يتبعوا حلقة من الحمية القاسية ثم يتبعها فترة من تناول الطعام بشراهة... و لذلك ينصح الخبراء بنظام صحي ومتوازن مع ممارسة الرياضة بانتظام بالرغم من أن نتائجه ليست سريعة، ولكنه يعتبر النظام الأمثل لخسارة الوزن الذي يدوم طويلاً لذلك نتائجه تستحق محاولة إتباعها !!!